جراء الفيضانات.. الأمم المتحدة تطالب بتقديم المساعدات إلى الكونغو
جراء الفيضانات.. الأمم المتحدة تطالب بتقديم المساعدات إلى الكونغو
أدى هطول الأمطار الغزيرة منذ أكتوبر 2023 إلى فيضان الضفاف المحيطة بنهر أوبانجي، أحد روافد نهر الكونغو.
أكد ممثل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، ينس لايرك، أن المنظمة الأممية تستجيب في جمهورية الكونغو لكارثة فيضانات "غير مسبوقة من حيث الحجم منذ ستة عقود"، مع وجود مئات الآلاف من الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية.
وأدى هطول الأمطار الغزيرة منذ أكتوبر 2023 إلى فيضان الضفاف المحيطة بنهر أوبانجي، أحد روافد نهر الكونغو، وفق شبكة يورونيوز.
وأعلنت الحكومة رسميًا حالة الطوارئ المتعلقة بالفيضانات في 29 ديسمبر، وبعد نحو ثلاثة أسابيع، ظلت 9 من أصل 12 مقاطعة في البلاد مغمورة بالمياه وتأثر إجمالي 1.8 مليون شخص.
وحدد لايرك أن أكثر من 350 ألف شخص بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، لكنه قال إن الوصول إلى المحتاجين كان تحديًا حيث "لا يمكن الوصول إلى العديد من القرى إلا عن طريق القوارب أو الزوارق"، منوها بأن هناك نحو 27 ألف طفل خارج المدارس.
وقد وضعت وكالات الأمم المتحدة خطة استجابة مع الحكومة بميزانية إجمالية تبلغ نحو 26 مليون دولار أمريكي.
وقال لايرك إن القطاعات ذات الأولوية تشمل "المأوى والأمن الغذائي والصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة".
ولدعم الاستجابة الأولية، تم تخصيص 3.6 مليون دولار أمريكي من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا لـ270 ألف شخص.
ومع ذلك، قال لايرك إنه لتنفيذ الاستجابة ستكون هناك حاجة إلى مزيد من التمويل الدولي لأن "الفيضانات يمكن أن تكون لها أيضًا عواقب طويلة المدى".
يعد ارتفاع المياه في نهر الكونغو هو الأعلى له منذ أكثر من 60 عاما، ما أدى إلى فيضانات في عموم جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية الكونغو وأودى بحياة أكثر من 300 شخص خلال الأشهر القليلة الماضية.
وتسبب التخطيط الحضري المهترئ والبنية التحتية الضعيفة في جعل بعض الدول الإفريقية عرضة لفيضانات مفاجئة بعد هطول أمطار غزيرة وهو الأمر الذي أصبح متكررا بسبب تغير المناخ.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
اتفاق تاريخي
وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي.
وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".